تربية الأبناء في الغرب
التوازن في الانخراط في المجتمع الجديد بين الإفراط والتفريط
في الآونة الأخيرة كثرت التساؤلات حول كيفية تربية الأبناء في المجتمعات الغربية ولأن الحديث يطول، ستكون لنا إضاءات متعددة حول هذا الموضوع ..
لا للانعزال ولا للانصهار
قبل الحديث عن الأبناء وما عليهم فعله، لنبحث عن الأصل وعن طريقة تفكير الآباء ونهجهم المتّبع، فلقد وجدت أنهم غالباً ما ينقسمون لقسمين: أحدهما، تغلب عليه الحيطة والحذر فيخشى ويبعد أبناءه، ومنهم من يعزلهم ويلجأ للتعليم المنزلي. هذا النوع من الآباء دائم الريب والشك والخوف، وقد يؤدي ذلك بأبنائهم الى مشكلات عديدة كالاغتراب النفسي والعزلة، أو الانقلاب على كل ما تم غرسه وزرعه، ويحدث هذا غالباً نتيجة كثرة الأوامر والتخويف للأسف. أما القسم الآخر فقد انسلخ عن هويته ولغته، بل تخلى عن التكلم بلغته الأصلية مع أبنائه، فنرى الكثير من أبنائهم لا يتحدثون بلغتهم الأصلية فضلاً عن القراءة والكتابة بها. ومنهم من رفض منح ابنه اسماً عربياً تحسباً لأي ظرف مستقبلي، فنجده قد تخلى عن مبادئه وقيمه طمعاً في نيل القبول من المجتمع الجديد.
الاندماج اليسير
بعد الحديث عن النموذجين السابقين، سيتبادر لذهن كلٍّ منا أن الاتزان هو الحل، وبين هذا وذاك لابد من حدود في الوسط هي عين الصواب والحل الأمثل، فالاندماج ينبغي أن يكون يسيراً بحيث نعطي ونغرس الخير في دول نعيش فيها، نقدم لها كما تقدم هي لنا وأكثر، لكننا نقف عند حدود تمس قيمنا ولنا كل الحق.
ضرورة بذل جهد مضاعف
حتما قد نحتاج في تربيتنا هنا بذل جهد مضاعف عن التربية في بلادنا، لكن الشيء الإيجابي في الموضوع أن الأبناء يكونون على معرفة تامة بأنهم لا ينتمون لدين رفاقهم نفسه، وأنَّ لكلٍّ منهم تعاليمَه وتقاليدَه. وهذا الأمر يختلف عندما يكون الصديق من نفس الدين والملة ولكن لا يلتزم بشيء من تعاليم دينه، فالتربية بالطبع ليست بالشيء اليسير أينما كانت.
دور الآباء والأصدقاء والمراكز التعليمية
بالحديث عن التربية في الغرب يكون ملء القلب والنفس بالقيم مهمة الأبوين، ثم الصحبة الصالحة، ثم المراكز التعليمية والدينية. وهي ثلاثة مصادر مهمة جداً، لأن الفراغ الداخلي إن لم يُملَأ بالخير سيبحث صاحبه عن راوٍ آخر له، ومن هنا فإن هذا الأمر يتطلب جهداً بالبحث عن محتويات جذابة، وأفكار ومحاورات دائمة، وصداقة نبنيها معهم منذ الصغر، تعلمهم أن ديننا يركز على “الذين آمنوا وعملوا الصالحات”، حيث الإيمان والعمل هما أمران لا ينفصل أحدهما عن الآخر.
دين صحيح وليس عادات وتقاليد
من المهم جداً في تربية الأبناء التفريق بين العادات والتقاليد والدين، فمن المرهق جداً حملُ كل الموروثات بجميع شوائبها وإجبار الأبناء عليها، وإنما تكون التربية بتنقية كل ذلك والعودة لصحيح الدين فحسب.
وللحديث بقية..
بقلم: رضوى الناظر
تدقيق: د. رغد الجاجي
7,369 total views, 2 views today