تُعاني كُتُبُ العَرَبيّةِ للنّاطِقينَ بِغَيرِها مِن اختِلافٍ في طَريقةِ التّعامُلِ مَعَ ضَبطِ النُّصوصِ وقِراءتِها. وهذا الاختِلافُ يُصَعِّبُ القِراءةَ خاصّةً على غيرِ النّاطِقينَ بِالعَرَبيّةِ، فبَعضُ الكُتُبِ تضبِطُ كُلَّ حرفٍ مِن حُروفِ الكَلِمةِ وهذا ما يُؤَدي إلى تخريجِ طُلّابٍ لا يقرَؤونَ إلّا النُّصوصَ المَضبوطةََ، وبَعضُ الكُتُبِ تَضبِطُ بعضَ الحُروفِ وتَترُكُ غيرَها دونَ وُجودِ أيِّ معاييرٍ أو إشاراتٍ واضِحةٍ.
وَعَلَيهِ نَقتَرِحُ التّالِيَ:
نضبِطُ بعضَ الحُروفِ وِفقَ نِظامٍ مدروسٍ، والقواعِدُ التّاليةُ هِيَ الأساسُ في ضبطِ التّشكيلِ لدَينا:
1- تُحذَفُ حَرَكَةُ الحَرفِ قَبلَ حُروفِ المَدِّ
الشَّرحُ مَعَ التّعليلِ: الحَرفُ المَتبوعُ بِحَرفِ مدٍّ لا يُشَكََّلُ، لِدَلالَةِ حرفِ المَدِّ على الحَرَكَةِ للتَّجانُسِ بينَهُما. وَحُروفُ المَدِّ هي الألِفُ السّاكِنةُ بعدَ فتحٍ و الواوُ السّاكِنةُ بَعدَ ضَمٍّ و الياءُ السّاكِنةُ بعدَ كسرٍ. وَمِثالُ ذَلكَ، تظهَرُ هذِهِ الكَلِماتُ كالآتي: نورٌ- نارٌ- نيرٌ، دونَ حرَكاتٍ. وفي حالِ كانَت الكَلِمةُ على غيرِ ذلِكَ،فإِنَّها تُضبَطُ رفعاً للّبسِ. مِثلُ كلِمةِ: بَيتٍ مع فتح حرف الباء.
مثال: نور، نار، نير، بَيت
2- لا يُضبَطُ الحَرفُ الأولُ مِن الكَلِمَةِ إن كانَت حَرَكَتُه الفَتحُ
الشَّرحُ مَعَ التّعليلِ: لِأنَّهُ في هذه الحالة لا يكونُ ساكِناً، والفَتحةُ أخفُّ الحَرَكاتِ وأكثَرُها دوَراناً، فعَدَمُ الضّبطِ في هذا المَوضِعِ إشارةٌ إلى الفَتحةِ، إلاَّ إذا تَلاهُ حرفُ لينٍ، للتَفريقِ بَينَ المَدِّ واللّينِ. وكَذلِكَ بَعدَ حرفٍ ساكِنٍ في الكَلِمةِ، أي في بِدايةِ كُلِّ مقطَعٍ مِنَ الكَلِمةِ ؛ وقَد اعتَمَدَ ذلِكَ (مجدُ الدينِ الفَيروزاباديُّ) في مُعجَمِهِ (القاموسُ المُحيطُ).
مثال: ذهَبَ، بَيت
3- لا يُضبَطُ الحَرفُ قبلَ تاءِ التّأنيثِ
الشّرحُ معَ التّعليلِ: لِأنَّ حرَكتَهُ في هذا المَوضِعِ هي الفَتحةُ دائماً.
مثال: مَدْرَسةٌ.
4- لا يُضبَطُ الحَرفُ قبلَ الهَمزَةِ المُتَطَرِّفةِ
الشّرحُ معَ التّعليلِ: فالحَرفُ الذي كُتِبت علَيهِ الهَمزةُ دليلٌ على حرَكةِ الحَرفِ الذي قبلَها.
مثال: شيء، مرفأ
5- لا تُوضَعُ إشارةُ السُّكونِ
الشّرحُ معَ التّعليلِ: فإشارةُ السُّكونِ آخِرُ ما وُضِعَ مِنَ الحَرَكاتِ، حيثُ اعتَمَدَ (الخَليلُ بن أحمَدَ) حَرفَ الخاءِ المُهمَلَةِ إشارَةً إلى ذلكَ، مِن كلِمة خفيفٍ، و لا تزالُ كذلِكَ في الضّبطِ القُرآنيِّ. ثُمَّ اعتُمِدَت الدّائرَةُ التي تُشيرُ إلى الصِفرِ في الأرقامِ المَغرِبيّةِ التي انتِقَلَت إلى أُورُبا وعُرِفَت بالأرقامِ العَرَبيّةِ. أمَّا في الضّبطِ القُرآنيِّ فقَد اعتُمِدَت الدّائِرة لِتوضَعَ فَوقَ الحَرفِ الذي يُكتَبُ ولا يُقرأُ.
6- لا تُوضَعُ حرَكةُ همزةِ الوَصلِ
الشّرحُ معَ التّعليلِ: حرَكةُ همزةِ الوَصلِ تعتَمِدُ على حرَكةِ الحَرفِ الثالِثِ فإن كانت مضمومةً ضُمّت همزةُ الوَصلِ و إلّا تكونُ مكسورةً. وهي تَسقُطُ لفظاً في درجِ الكَلامِ؛ فكان إهمالُ إشارةِ الهَمزةِ فيها دَليلٌ على أنّها همزةُ وصلٍ.
7- لا تُوضَعُ إشارةُ همزةِ القَطعِ تحتَ الألِفِ مكسورةً، ولا تُوضَعُ فوقَ الألِفِ مفتوحةً، فتُضبَطُ مضمومةً فقَط
الشَرحُ معَ التَعليلِ: تُضبَطُ مضمومةً فقَط لِإنَّ مَوضِعُها في غيرِ هذهِ الحالةِ دالٌّ على حرَكتِها.
8- حرَكةُ الإعرابِ لابُدَّ مِنها، معَ إثباتِ الحَرَكةِ العارِضةِ
الشّرحُ معَ التّعليلِ: لِأنَّ الضّبطَ الإعرابيَّ يُبنى على القِراءةِ دَرجاً.
9- الشّدّةُ تُرسَمُ دائماً
الشَرحُ معَ التَعليلِ: تُرسَمُ الشّدّةُ بعدَ اللّامِ الشّمسِيّةِ و للدَّلالةِ على الإدغامِ ولَها حالاتٌ خاصّةٌ في القُرآنِ الكَريمِ
المَراجِعُ:
39,175 total views, 2 views today