بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على محمد خير الأنام . . . .
طلب مني الإخوة القائمون على مبادرة “لغتي” أن أكتب عن تجربتي في استخدام شجرة جزء “عَمَّ” لتحفيز ولدي في حفظه، لعلها تنفع المسلمين وتلهمهم -على قصورها- أن يحفزوا أبناءهم لحفظ كتاب الله العزيز.
بفضل الله دائماً كنا نستمع أنا وولدي لجزء “عمّ” بأصوات قراء الإذاعة المصرية (الحصري، البنا، المنشاوي، عبد الباسط عبد الصمد ومصطفى إسماعيل) رحمات الله عليهم أجمعين، كان هذا بهدف أن يعتاد الطفل على سماع القرآن، ويحفظه بقراءة مضبوطة بالقواعد. وقد بدأنا نعلمه القرآن منذ أن أتم عامه الثالث، ولكن دون وجود جدول ذي هدف محدد.
في النصف الثاني من إبريل 2019 وجدت شجرة لغتي الجميلة وسمعت عن المبادرة. ثم قمت بتنزيل الشجرة وطبعها على أربع ورقات من الحجم الكبير A3 حيث أصبح كل رُبع على ورقة، أردت بذلك أن تكون الشجرة كبيرة ويراها الولد دائماً، وطبعتها بالأبيض والأسود. ثم قمنا جميعاً بتلوينها لكي يشعر الطفل بأنه منخرط في الأمر وأنه ساعد في صنع الشجرة (بدلاً من أن يراها شيئاً لم يساهم فيه) مما يقربها لقلبه أكثر وأكثر. وكنا نحفظ سور جزء عمَّ بدءاً من سورة الناس على النحو الآتي:
أقوم بقراءة السورة له منفرداً، ثم أقرؤها وهو يردد خلفي.
بعد ذلك أقوم بتفسير السورة له وتبسيط معانيها وجعلها قصة مشوقة باستخدام تعبيرات الوجه وحركات اليد، وبالطبع مستنداً على أحد كتب التفسير (أستخدم تفسير الشيخ السعدي لبساطته).
وأخيراً نقوم بترتيل السورة مرة أخرى وتنتهي الجلسة.
بعد ذلك أتعمد أن أكرر السورة في المشغل أكثر من نظيراتها (يعني أضيف السورة عشر مرات مثلاً). ونقوم بترتيلها سوياً كل يوم إلى أن أرى أنه قد حفظها فيقوم بتسميعها وتلوين التفاحة إذا اجتاز السورة.
وتختلف فترة الحفظ باختلاف طول السور واعتياد الولد على سماعها فمثلاً سورة الإخلاص والمعوذتان تم حفظهما في أقل من يوم لأنه يسمعهما باستمرار يومياً مع أذكار النوم. بينما قد تأخذ سورة المطففين مثلاً أكثر من أسبوع.
بفضل الله تعالى أتم ولدي اليوم حفظ جزء “عمَّ” وفهم معظم معاني كلماته. أسأل الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسنات القائمين على المبادرة وأن يرزقهم حسنات كالجبال كلما قرأ ولدي شيئاً من القرآن. وأن يبارك في عملهم ويرزقهم الإخلاص، وأن يبارك لنا في أوقاتنا ويلهمنا الاهتمام بالدين ووضعه في أولوية اهتماماتنا ببرامج تربية أبنائنا وأن يعيننا على تربيتهم كما يحب ويرضى.
5,382 total views, 8 views today